بوح الامواج!


بقلم ..محمد آل محسن 

 

كنت في صغري أتعجب من كثرة تردد إباءنا و أجدادنا علي البحر ، كانت حكاياتهم عن البحر تشعرني براحة غريبة وتشدني كثرا الي سماع تلك الحكايات ,و اليوم جاء دورنا لنبحث عن حقيقة هذا البحر العالم المجهول,كان في خاطري أسئلة كثيرة أهمها لماذا نكشف أسرارنا للبحر؟!

يقول لي أحد الاصحاب "كل ما جلست أمام البحر شعرت بالراحة النفسية العالية دون أن أعرف السبب"..حقا هناك نشعر بالراحة فحن نكشف له الاسرار و هو يتهامس معنا بأمواجه ليرتب أفكارنا المبعثرة فهو يعرف نحن من نكون و يميزنا تماماً من الاجداد و الاباء الذين كشفوا له هويتنا في الماضي.

نحن نلجئ الى من يتسع قلبه لنا بشكل تلقائي فالبحر هو القلب الذي يحمل آهاتنا وأفراحنا و مستعد لها في كل وقت و كأنه يقول "أسرارك في الحفظ و الصون ,و لن تزيدني حملاً"..فنتكلم بلا تحفظ و نسرد الموضوع تلو الاخر..و بهذا نكون براحة نفسية عالية لاننا كشفنا ما بنفسنا الى من يحفظلنا اسرارنا.

ببساطة...البحر عظيم ,هو الطبيب النفسي الوحيد الذي يجعلك تعالج نفسك بنفسك , فحينما تقف على شاطى البحر و تستمع الي صوت الامواج تشعر بالراحة ،هذه الراحة تساعدك على ترتيب أفكارك و الوصول الى الحلول الغائبة عنك.

أحب ان أختم المقالة بكلمات جميلة مقتبسة عن البحر " هو الصديق الذي تحفظ لديه اسرارك ,هو الذي يساعدك على تجميع أفكارك ,ومع ذلك احذر تقلباته".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق