اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد وعجِّل فرجهم والعن اعدائهم
بقلم/ فاطمة الحمام -بيننا وبين محرم النزر القليل ونحن نتمزق أشلاءً نتوق إلى تلك الليالي المسربلة بالآهات ،نحن قومٌ نُباغتُ الحزن قبل أن يهبط علينا ،
نهوى التلحّف بالسواد وتسطير الأوراق بفيض الدمع ، نستلذُ بالصُراخ كما يستلذ الطِفل بأحضان أبيه ،نعشقُ إدماء الرؤوس كما يعشق الأديب شِعره.
لا أحد غيرنا يتمنى أن لا يُشفى من الجنون ولا أحد غيرنا يتمنى أن يبكي حزناً ويموت جزعاً ..نتمنى أن نموت من الحزن ثم نحيا ثم نموت ثم نحيا ثم نُقتل في حب الحسين فقط !
من غيرنا يلعن عينيه إذا لم تبكِ ؟! من يوبِّخ قلبه إذا لم يهرم جزعاً؟! فقط نحن نعلم قيمة تلك الدموع فهي فقط التي تملك قيمةً باهظة وكل الدموع سواها بلا قيمة !
في محرم نكون فقط أرواحاً هائمة أعماها العشق الذي لم يكن مثيلٌ له ولا شبيه ،كلنا نكون في كربلاء فتلك الأرض الطاهرة تتقطّع إلى كل مكان لكي لا يُحرم أحدٌ منها ، بل ربما كل الشيعة مخلوقون من طين كربلاء وهذا سبب حنينهم إليها ..قل لي بربك لو كان غير ذلك ما الذي يجعلنا نتمنى الهجرة إلى كربلاء غير العشق؟
ماذا لو كنا من سكانها فهل سنتمنى الجنة أيضاً ؟! لا أظن ، فكربلاء أفضل من الجنة وحق شهيدها بل إن الجنة مخلوقةٌ من تراب كربلاء ،يكفيك أن تشم عبير ترابها لتتمنى بعدها أن تخرج روحك مع عطر ذاك التراب..
في عاشوراء لكلٍ منا طريقتهُ في استقبال الحُزن والكل يسعى أن يكون أهلاً لذلك ونقول لأنفسنا وفي ذلك فليتنافس المتنافسون !! لكن كيف أتنافس وكيف يكون استقبالي لعاشوراء أشجى من العام السابق؟ كيف أزيد مقدار الجنون في قلبي؟
إليك مني بعض النصائح التي أطبِّقها وأحاول جاهدةً ألا أتخلى عنها وبدونها أشعر أنه حقاً يقل حزني :
1/ استعد للشهر الحزين قبل أن يهل ببضع ليالٍ وابدأ بالنعي وتجهيز الدموع (ستنفعك مخالطة خدام الحسين فهم يتهيأون قبله بكثير ).
2/ البس السواد طيلة شهري محرم وصفر فلذلك أثرٌ كبير على النفس فهو يزيد الحزن ويكسر القلب وذلك قليلٌ على الحسين ، ستون يوماً قليلةٌ بحد ذاتها فلو كان المتوفى أحد أقربائنا لأطلنا لبس السواد!
3/ اترك الزينة وابعدها عنك مطلقاً حتى العطر ! فأيضاً لو كان أبوك متوفى لن تفكر وقتها أن تضع عطراً قبل استقبال المعزين فكيف وأنت تعزي الزهراء وصاحب الزمان ! أنا شخصياً تقل دمعتي عندما أشم طيباً وأشعر أن العطر من مستلزمات الفرح ولا أقصد بذلك ألا نتنظّف فهل يُعقل أن تكون رائحتك كريهة بمجرد أنك لم تضع رشة عطر ؟!
ألم يصادفك يوماً أن خرجت من بيتك ناسياً رشة العطر ؟هل فاحت منك رائحةٌ كريهة _لاسمح الله _ ؟ ، إذاً ياعزيزي مستحضرات النظافة تختلف عن الطيب وقد نُقِل عن أم سلمة أنها رأت رسول الله يوم عاشوراء وهو أشعث ..فكيف بنا نحن..
4/ابكِ بشدة واصرُخ ولاتستحِ من ذلك ، ولا تنسَ قول أهل البيت :"اللهم ارحم الصرخة التي كانت لأجلنا "..فاصرخ واخرج الآهات التي في جوفك وكن من المرحومين ..
5/ حاول قدر الإمكان أن تُقلِّل من التبسم ، واحرم نفسك من الضحك في عاشوراء ، وساعد صاحب الزمان في البكاء دماً ،، (للتقليل من الضحك آثارٌ رهيبة على النفس ومعاجزٌ شجيةٌ للقلب )
6/ كُن خادماً للحُسين ، اسقِ الماء ، وزِّع البركة ،شارك باللطم .. فقط أنوِ الخدمة وستوفّق ..
بإذن الله نحن جميعاً خدمٌ لمولانا الحًسين ،ونأمل من مولى الزمان أن يقبلنا وتعازينا وأن لا نكون من الذين يزيدون جراح الحسين !
عظّم الله أجوركم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق