حميدة آل أحمد -القطيف
يتكئ الخليجي في معظم شؤونه على النخلة، حتى أن الآباء والأجداد استخدموها سابقاً، لتخويف أبنائهم بحيلة سموها «أم السعف والليف»، قصدوا بها النخلة، إلا أن الأطفال كانوا يخافون فعلاً، لأنهم لم يدركوا معنى هذه الشخصية.
وربط صغار ذاك الزمان بين «أم السعف والليف» والمرأة المرعبة، وتصورتها عبير الشبر في صغرها امرأة طويلة ذات شعر منفوش، كما تتذكر ذكرى خوفها من «أم السعف والليف»، مشيرة أنها تخيلتها امرأة تلبس العباءة، وقالت: «كنت أختبئ تحت بطانيتي تفادياً لرؤيتها».
كما توقعها حسن حمدان «جنية الليل» التي تأتي المتأخرين في نومهم، مضيفاً أن أطفال هذا الزمن لا يخافون شيئاً، وخالفه سعيد الصادق بتأكيده على أن استخدام أي لقب مجهول للأطفال وتهديدهم به، يعطي تصوراً لشيء خطير، قادر على الفتك بهم، وأكمل حديثه: «لو استعضنا بلقب آخر، لحصلنا على نفس النتيجة».
وتعتقد هاشمية حسين أن سبب اختيار النخلة، يأتي بسبب صوت تحريك الريح للسعف، وأكدت معصومة عبد الله أن تخويف الأطفال بـ»أم السعف والليف»، كانت وسيلة ناجعة للسيطرة عليهم، وتحسين سلوكهم، لكنها تجهل الشخص الذي أطلق على النخلة هذا اللقب.
وأدرك أحمد الأحمد من صغره الرابط بين «أم السعف والليف» والنخلة، كونه عاش طفولته بين النخل، معتقداً أن بساطة الناس وقلة ثقافتهم في تلك الأيام، هي ما جعلت استرسالهم في تداول أم السعف والليف.
ويشير الكاتب والقاص حسن البطران إلى الرمزية بين «أم السعف والليف» والنخلة، مؤكداً خروج اللقب من إطاره الأساسي لإطار الخرافة والحكايات الخيالية، ونوّه إلى أن الخرافة هي اعتقاد أو فكرة تعتمد على تخيلات وترتبط عادة بتراث الشعوب وماضيهم، فيتداولها الناس للفكاهة إضافة إلى النصب والاحتيال.
وذكر البطران أن «أم السعف والليف» تراث له أصالة كبيرة، ضمن الثقافة الوطنية وحضارتنا، مشيراً إلى استخدامها في تهذيب سلوكيات الأطفال، ولمحاولة البحث عنها في المحيط البيئي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق