من أهم الحوادث في تاريخ القديح: حادثة الغرفة ..


حادث الغرفة:
وقت هذه الحادثة عام 1260هـ عرفت بهذا الاسم لأن القتل وقع في غرفة من منزل الحاج سلمان العرفات القديحي أحد زعماء القديح سابقاً, وسبب الحادثة كان هجوم جماعة مسلحة من البادية فجأة على القديح في صباح مبكر, وكان معظم الأهالي في أعمالهم, وسأل الجماعة المسلحون عندما دخلوا البلدة أحد سكانها عن منزل عمدتها فدخل إلى منزل العمدة وطوقوه تماما فقُتل كل من كان هناك, حتى جرت دماؤهم في الميازيب كما تجري مياه الأمطار.
حادثة الغرفة 
1260هـ ــ 1844م 

سبب التسمية:
سميت بذلك لأنها وقعت في غرفة من غرف منزل الزعيم القديحي سليمان العرفات وكان قد اتخذها مجلساً ، وقد انتقل هذا المنزل عن طريق الإرث لإبنه/محمد المتوفى سنة 1375هـ ثم اشتراه المرحوم الحاج صالح بن عبدالله الجنبي المتوفى سنة1397هـ.
كيفيتها
في صباح يوم 27 من شهر جمادى الثانية عام 1260هـ دخلت مجموعة مسلحة من البداة يقدر عددها بـ (200) رجل إلى أرض (القديح) وسألوا امرأة أن تدلهم على منزل زعيم البلاد آنذاك وهو سليمان العرفات ولم تعرف المرأة قصدهم فدلتهم على المنزل وانصرفت عنهم ، فتسلم البداة المنزل وأحاطوه من معظم جهاته وتوصلوا إلى الغرفة التي هي مجلس الحاج سليمان وكان معه فيها شخصيات لامعة من شخصيات (القديح) فما شعروا إلا وهؤلاء الرجال المسلحون قد اقتحموا الغرفة عليهم وطلبوا منهم تسليم أنفسهم ، فأبى الجلساء ذلك وكان مع بعضهم أسلحة من سيوف وبنادق فاستخدموها لرد المهاجمين واشتبك الجميع بعنفٍ حتى سالت الدماء من الفريقين في ميزاب الغرفة كما يسيل المطر وسمع أهل (القديح) عن هذه المجزرة فهب أهلها لمساعدة إخوانهم وانهزم المعتدون بعد أن فنى الكثير من سكان (القديح) على أيدي الغزاة الظالمين .
واشترك النساء في الدفاع عن بلدهن بما يستطعن وحدثني بعض الإخوان أن امرأة طلبت سلاحاً فلم تجد فعمدت إلى وعاء كبير وملأته (دبساً) (عصير التمر) وأخذت تصفع به في وجوه الأعراب فيلصق بأعينهم فينشغلون بمسحه فيأتي الأهالي ويقبضون عليهم.

أثر الحادثة:
يقدر سكان (القديح) يومها بـ (4000) نسمة فقط وقد ذهب في هذه الحادثة مايساوي ألفي نسمة. وحيث كان دخول هؤلاء الغزاة على غفلة وسكان (القديح) متفرقون بعض يعمل في بستانه وبعض جالس في منزله ، والذين رأوا الرجال ظنوا أنهم سيتشاورون مع سليمان العرفات في بعض المهمات لذا ذهب مايقارب من ألفي نسمة ضحايا على أيدي الغزاة فأرسل سليمان العرفات على أشهر رجالات (القديح) وتحدث لهم عن أثر هذه الحادثة التي روعتهم وأمرهم بما يلي: 
1ـ فتح صندوق خيري لتزويج من لم يقدر على الزواج.
2ـ خفض مهور الزواج.
3ـ التعاطف من آباء البنات مع من يطلب الزواج.
وأوضح لهم أنهم بهذه الوسيلة سيتغلبون على نقص عدد الرجال الذي حصل بسبب هذه الحادثة واستجابوا له فوراً.
ومن خير ماسمعته أذني في هذا الباب:
أن عشيرة آل ابن عبيد قتل كل رجالها في حادثة الغرفة ولم يبق منهم سوى رجل واحد مصاب بالكساح منذ فجر شبابه وقد تقدم قبل هذه الحادثة إلى أكثر من امرأة ولكن لم يرغب فيه أحد لكساحه أما بعد هذه الحادثة وبعد أن أعطى (سليمان) العرفات أوامره بتذليل عقبات الزواج فقد تغير الأمر وتقدمت فتاة من عشيرته إلى أهلها وطلبت منهم أن تتزوج به وقالت إن كان لي زوج فهو ابن عمي هذا الرجل الكسيح الذي رفضته أكثر النساء لكساحه وأرجوا الله أن يرزقني منه ذرية صالحة وفعلاً تم زواجها به فكانت هي وهو سبباً لميلاد أسرة آل ابن عبيد من جديد .

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

لله الحمد وربي يخلي لقديح واهلها

إرسال تعليق