علي آل محسن-حتى لحظة كتابة هذا التقرير يوجد العديد من الناس على مستوى المملكة لا يعلمون أن أبناء قرية القديح الصغيرة سوف يمثلون الوطن في كأس العالم للأندية والتي ستقام في قطر في 27 أغسطس المقبل،
بل إنهم لا يعلمون بالمجهودات الجبارة المعمولة في سبيل اختيار لاعبين أجانب "على قد الحال" حيث إن المعاناة تستمر أثناء الدخول لمفاوضة أي لاعب في العالم نظراً للمادة الضعيفة الموجودة في حوزة إدارة مضر،
وهي الإدارة التي كانت ولا زالت تبحث عن خير تمثيل للوطن في المحفل العالمي، حيث جف حبرها، ولا تزال مناشداتها لرجال الأعمال بحثاً عن مادة داعمة للفريق الذي سيذهب قاهراً للظروف ، رافعاً علم المملكة العربية السعودية الخفاق.
إلغاء أربعة معسكرات
ولعل الميزانية الضعيفة الموجودة لدى ممثل الوطن جعلته يلغي أربعة معسكرات كانت معدة من قبل إدارة الفريق خصوصاً بعدما تأخر الرد على خطاب إدارة مضر المرفوع إلى رعاية الشباب والتي كان يحتاج فيها ممثل الوطن إلى 900 ألف ريال مبلغاً مقترحاً إلا أنهم فوجئوا بإقرار ميزانية لم تتعد 75.460 ريالا سعوديا فقط لا غير شاملاً مصروفات الحكام والموفد الإعلامي، وهو الخطاب الذي صدم الإدارة المضراوية وأحبط تخطيطاتها المعمولة للمحفل العالمي، وقوبل هذا الخطاب بموجة من الاستغراب من الشارع الرياضي المتابع لاستعدادات الفريق حتى تناقلت تلك الجماهير الميزانية المرصودة من قبل الإتحاد القطري لممثلها في كأس العالم الذي وصل دعمها إلى 21 مليون ريال.
حظاً سعيداً
ويحدثنا مسؤول التعاقدات على اليد المضراوية أحمد تريك بالمعاناة الكبيرة التي تصلهم تلقاء المبالغ الضعيفة المعروضة على اللاعبين المراد التعاقد معهم في البطولة العالمية حيث تكون كلمة "حظاً سعيداً" هي نهاية كل محاولة فاشلة للتعاقد مع أبرز لاعبي العالم، حيث حاول الفريق التعاقد مع لاعبين من عدة جنسيات أحدهم لاعب من الجنسية الكوبية وآخر من الجنسية الكرواتية وكذلك السلوفينية حيث كانت مطالباتهم المادية 200 ألف ريال على أقل تقدير للعب مع الفريق خلال البطولة التي تتوزع أيامها على 6 أيام فقط، مما أدى إلى إجراء تعاقدات أقل مما هو مأمول سابقاً بجلب لاعبين أغلاهم كان بمبلغ 45 ألف ريال لا أكثر وقد يفوق رسوم تسجيل اللاعبين مبلغ صفقاتهم حيث يحتاج الفريق إلى أكثر من 50 ألف ريال لتقييدهم ضمن قائمة اللاعبين فقط حتى إن الإدارة تعاني من مشكلة حقيقية إزاء البحث عن سكن لائق بهم أثناء تأدية التمارين.
معاناة الصالات
ولا تنتهي المعاناة على ذلك فقط بل إن إقامة التمارين اليومية لها من المتاعب نصيب حيث إن إدارة الفريق تعمل وفق إمكانياتها لإقامة التمارين اليومية على صالات مختلفة وبأوقات مختلفة، حيث أصبح اللاعبون ينتظرون رسالة تأتي من المشرف العام علي سعيد آل مرار على الجوال لمعرفة أي من الصالات القادرة على استقبال التمارين، حتى إنهم يقيمون التمارين بأوقات غير معروفة حيث تكون إما في فترة الصباح أو العصر أو المساء، وعلى فترتين في بعض الأحيان، وما يثير الحزن بشكل أكثر لممثل الوطن أنه لا يجد ملابس خاصة بالتمارين اليومية، بل إنه يتم تقسيم اللاعبين إلى مجموعتين بعض الأحيان لاستيعاب عدد اللاعبين أثناء التمارين.
بدون لقاءات ودية
ومن المعروف أن أي فريق بحاجة إلى إقامة لقاءات ودية إذا ما أراد الاطمئنان على لاعبيه، إلا إن ذلك يمثل صعوبة بالغة خصوصاً أن ممثل الوطن المضراوي هو الوحيد الذي يقيم تمارينه في الوقت الراهن، وهو ما يثير التساؤلات لدى اللاعبين الذين يتغلبون على كل هذه الظروف القاهرة دون أي كلل أو ملل وهو ما يجعل الإدارة المضراوية تعمل طوال فترات اليوم لتهيئة الأوضاع المناسبة بالرغم من كل المعاناة القاتلة لطموحات أي فريق في العالم.
إما الديون أو الانسحاب
وما يثير حفيظة المسؤولين على عالمي كرة اليد أن الإتحاد السعودي لم يكلف نفسه عناء السؤال عن موعد ذهاب البعثة إلى قطر للمشاركة في كأس العالم للأندية بالرغم من كونه الممثل الأول لأندية المملكة، وقاهر أشرس الأندية خلال البطولة الآسيوية الماضية الذي واجه فيها جميع الفرق متغلباً على كل الأوضاع والظروف، وأعتقد الكثير أن التأهل إلى كأس العالم سيجعل الأوضاع تتحسن كثيراً إلا إن كل تلك الأمنيات تسربت وأصبح الوضع أسوأ بكثير مما كان يعتقد به الشارع الرياضي ليصبح الفريق أمام الأمر الواقع فإما المغامرة والتعاقد مع اللاعبين بالديون أو الانسحاب وتفويت فرصة تاريخية قد لا تتكرر في تاريخ النادي!
سبات الإعلام السعودي
بالاضافة الى أن الإعلام السعودي يغط في سبات عميق تاركاً كل معاناة هذا الفريق البطل على جانب آخر، بالرغم من أن الحدث العالمي يعتبر من أبرز الأمور المفترض أن يُعمل له تغطية فريدة من نوعها لتشكل أكبر إضافة ودعم للفريق مهما كانت الظروف ولكن تسير كتيبة الفريق العالمي على مقولة " لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق