باحثة ألمانية: المسرح والرواية السعوديان يستحقان التأمل



حسين السنونة - الدمام
لم تكن خجولة وهي تجلس وسط الحضور في فعاليات اليوم العالمي للشعر بمقر جمعية الثقافة والفنون بالدمام، كما أنها لم تتردد في التصفيق أثناء العرض المسرحي، ولم يتملكها الشعور بالغربة وهي تتحرك في ساحة المعرض، الذي تم تنظيمه بهذه المناسبة في الجمعية.

الباحثة الألمانية جولي كوس، التي قدمت إلى السعودية عبر مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات العلمية في الرياض، للعمل على إنجاز دكتوراه بعنوان «النهضة الثقافية في المملكة العربية السعودية» جاءت للمنطقة الشرقية في زيارة سريعة لزيارة بعض الأماكن والمؤسسات المهمة فيها، وتتطلع للمشاركة في بعض الأنشطة الثقافية والعلمية والاقتصادية، التقتها «مكة» أثناء احتفالية جمعية الثقافة والفنون، وملتقى الوعد الثقافي، ونادي المنطقة الشرقية الأدبي باليوم العالمي للشعر.

تقول كوس: «أزور بعض المناطق للتعرف عن كثب على النهضة الثقافية في السعودية، التي هي محور عنوان رسالتي في الدكتوراه، وقد كنت في الرياض، والآن في المنطقة الشرقية، وبكل صراحة شتان ما بين السمع والرؤية عن قرب، وللأسف أن معظم التغطيات الإعلامية التي تصلنا في ألمانيا عن السعودية غير صحيح، فهنا ألمس حركة ومشهدا ثقافيا متنوعا.

وتضيف جولي: لقد اطلعت على كثير من الإصدارات السعودية منها لعبدالرحمن منيف، وأميمة الخميس، وعبده خال، وبدرية البشر، وحسن علوان، وبالفعل وبدون أي مجاملة هناك نهضة روائية، وخاصة النسائية، تستحق التأمل والنقد والمتابعة.

وتقول كوس: للأسف الشديد مستوى الترجمة من العربية إلى الألمانية والعكس ضعيف جدا، وذلك ما يؤثر على التعارف الثقافي بين الشعبين، وما شاهدته الليلة في الجمعية من حضور رائع ونشاط وحماس لدى الشباب والشابات في تقديم مسرحية رائعة، وما رأيته في معرض الرسومات من أعمال متنوعة ومتعددة المدارس، ما بين الكلاسيكية والواقعية والرومانسية والسريالية، ينهض دليلا على ما قلته إن السعودية تشهد طفرة ونهضة ثقافية شاملة في كل أصناف الثقافة، من رواية وشعر ونقد، وبقدر الإمكان حاولت أن أفهم بعض الكلمات «العامية» ومعي المترجمة طبعا.

وتستطرد الباحثة الألمانية: لقد حضرت عام 2008 لمعرض الكتاب، وحضرت هذا العام، ولاحظت أن هناك طفرة ونهضة في جميع الميادين، وما يهمني هو النهضة الثقافية، وقد شدني وجود شباب يقومون بإنتاج أفلام سينمائية، كما شاهدت كثيرا من الأفلام المتنوعة والقوية من ناحية الإخراج والتصوير والسيناريو، وأنا مندهشة أيضا من أداء الممثلين، وبكل صراحة،

تعرفت هذا العام على المسرح والأفلام السينمائية السعودية بشكل كبير وعن قرب، وأقولها بكل صراحة ثانية، أنا في حالة دهشة وانبهار من اندفاع وحماس الشباب في العمل، من أجل التميز والإنجاز على كل الأصعدة، وهو أمر يحتاج إلى الاهتمام والالتفات إليه.

وأكدت كوس أن التعامل معها كان فيه الكثير من الاحترام «والبرستيج» ما خفف عليها الإحساس بالغربة، على حد قولها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق