حوار حسام النصر-جريدة اليوم
يسير على خطى (لا يأس مع الحياة) رغم المعاناة مع المرض الا أنه يعتبره (نعمة) من رب العباد، حقق إنجازًا غاب عن نادي الصفا لأكثر من 63 سنة، اللاعبون يعتبرونه دكتورًا نفسيًا في النادي وأخًا وأبًا خارج أسواره، يعاني ويتحمل ويداه مرفوعتان الى السماء، وهو على ثقة بأن الله عز وجل سيختار له الأفضل، تمنى ان يرافقهم الترجي الى ركاء، ويتمنى صعود الخليج لجميل، هو المتواضع والخلوق مدرب نادي الصفا (رضا الجنبي)، والذي باح بمعلومات لأول مرة تظهر على الصفحات وتنشر للعيان، واختار (الميدان الرياضي) لينشر أحاسيسه وما يجول بخاطره ولخصناها عبر بعض الاسئلة.
* من رضا الجنبي؟
- رضا بن أحمد الجنبي من مدينة القديح، متزوج ولديّ ابن (أحمد) و4 بنات، وأعمل موظفًا حكوميًا في أمانة المنطقة الشرقية، ورياضيًا ومدرب كرة قدم.
* متى انخرط رضا الجنبي في سلك التدريب؟
- بدأت التدريب قبل عدة سنوات في نادي مضر، وعندها كنت لاعبًا في الفريق الأول ومدربًا لفئة الشباب.
* ما الفرق التي دربتها؟ وماذا أنجزت معها؟- دربت نادي الترجي فترة قصيرة وحققت معه بطل المجموعة، ثم نادي الابتسام وحققت معهم بطل المجموعة لأول مرة مع العزيز تيسير البدر، ثم نادي مضر والصعود الى دوري الدرجة الثانية، وحققت مع نادي الخويلدية بطولة الشرقية بدون أي هزيمة، ومع نادي النور بطولة الشرقية وبطولة المملكة والصعود مرتين لدوري الدرجة الثانية، وأخيرًا مع نادي الصفا وحققت معهم بطولة الشرقية مرتين وبطولة المملكة والصعود لدوري الدرجة الثانية ومن ثم الى دوري ركاء للمحترفين.
* منذ متى تواجد الجنبي مع الصفا؟
- تواجدت قبل أربع مواسم من تصفيات المناطق صعودًا الى دوري الدرجة الثانية، ومكثنا موسمين وصعدنا الى ركاء في الموسم الثالث ولله الحمد.
* ماذا يحتاج نادي الصفا في ركاء؟
- بكل تأكيد أول ما يحتاجه الصفا أو أي فريق هو ميزانية مالية نوعًا ما ضخمة كأول سنة في ركاء لتدعيم الفريق بالمراكز المحتاج لها مع وجود البديل الجيد ووضع لائحة داخلية للفريق تشمل كل ما يخص اللاعب والمدرب والإداري، بالإضافة الى تحديد اللاعبين المحترفين، ووجود مدير احتراف يكون ملمًا بكل خبايا وقوانين اللائحة في لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم.
* رضا الجنبي الجميع يعلم ربما عن طريق المسامع بأنك مصاب بمرض (عافك الله) هل لك أن تشرح لنا القصة كاملة؟
- قبل الحديث الحمد لله على كل حال، وأنا لأول مرة أتحدث عبر وسائل الاعلام بهذا الموضوع، ودائمًا ما أكرر (الشكوى لغير الله مذلة)، لكن سأسرد لكم القصة منذ بدايتها والتي بدأت قبل 3 سنوات عندما تأخرنا في الإنجاب، وذهبت مع زوجتي أم أحمد للمستشفى لأخذ الكشوفات والتحاليل، وظهرت النتيجة تقريبًا بعد 3 ساعات، وأخبرني الدكتور أنه يريد أن يعمل أشعة وتحاليل أخرى ليتأكد أكثر، فقلت له: لا مانع من ذلك فعملت الأشعة حسب طلب الدكتور، وذهبت لأخذ النتائج فأخبرني المختص أن الأشعة لدى قسم (المسالك البولية)، وذهبت له وقال لي: إني مصاب بـ(دوالي)، فقلت: الحمد لله رب العالمين، لكن الدكتور فقط كان يريد أن يرى ردة فعلي بعدها أخبرني أني مصاب بـ(السرطان الخبيث) والعياذ بالله في منطقة (الخصية)، وشعوري كان غريبًا جدًا بدأ جسمي يعرق وسادني الصمت لدقائق،
وطرحت السؤال على الطبيب وقلت له: هل لك ان تتأكد ربما التحاليل لا تعنيني وأعدتها عليه مرارًا وتكرارًا، فبدأ الدكتور بطرح الاسئلة الشخصية عن اسمي وعمري... الخ، لكن الخبر آلمني فقلت للدكتور: انه لا يوجد لدي اي أعراض أو آلام فقال لي: ان هذا المرض يصيب الإنسان بدون اعراض ولا مقدمات، والغريب -سبحان الله- في الموضوع ان زوجتي كانت معي في كل مكان في المستشفى الا عند دخولي لطبيب المسالك البولية منعتها من الدخول، والحمد لله على كل حال واللهم لا اعتراض وبدأت رحلة العلاج، وما زلت مستمرًا فيها، وتم استئصال إحدى (البويضات)، وأحاول أن أستكمل رحلة العلاج متى ما سنحت لي الفرصة.
* من أكثر الاشخاص وقوفًا مع الجنبي من جانب المرض ومن الجانب الرياضي؟
- أكثر الأشخاص وقوفًا معي الوالدة الغالية، الله يعطيها العافية وطول العمر والعائلة الكريمة وبالخصوص الاخوان الأعزاء والزملاء والمنطقة بأكملها سواء رياضيين أوغير رياضيين من داخل البلد أو من منطقتنا الحبيبة، ولا انسى الأخ العزيز المدرب الوطني الذي رافقني رحلة العلاج إلى لندن تيسير البدر، وبكل صراحة لا استطيع ان اذكر أسماء خوفًا أن يسقط اي اسم سهوًا؛ فأنا أرى الجميع واقفًا معي، وهذه نعمة أخرى أشكر الله عليها، ولكن فليسمح لي الجميع ان اذكر شخصين لهم الشكر والتقدير، وهما الأخ علي عيسى والأخ علي بن علي؛ فهما الرجلان اللذان يكونان معي في أكثر الأوقات إما ان نجتمع أو عبر الاتصال، وأخص بالشكر والعرفان مدير عام الشئون المالية والإدارية عبدالعزيز ابراهيم الحافظ، ومدير عام الشئون المالية عمر بن عبدالله الخزيم اللذين تعاونا معي وسهلا لي الخروج وقت العلاج.
* الجنبي رجل عصامي وصبور، فهل لك أن توجه كلمة لمن هم مصابون بهذا المرض؟
- يجب عليهم ان يعرفوا ان رحمة رب العالمين واسعة، وان يواصلوا رحلة العلاج بدون يأس، وان يتذكروا ان الكثير من الانبياء والرسل ابتلاهم الله بشتى انواع البلاء وصبروا واحتسبوا وفوضوا امرهم لله، ولنا عبرة في النبي ايوب؛ كيف عانى المرض وكيف صبر والله اكرمه وانعم عليه بالخير الكثير، تفاءلوا وتذكروا دائما قوله تعالى: (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ)، جعلنا وإياهم من الفائزين.
* ماذا تعني لك مبادرة هلال الطويرقي بالتكفل بجزء من قيمة العلاج؟
- في البدايه احب أن أقدم الشكر الجزيل للدكتور هلال الطويرقي لمواقفه الانسانية الكثيرة مع الكثير من ابناء هذا الوطن، وبالخصوص في المنطقة الشرقية، وهو صاحب مبادرات ووقفات يذكرها ابناء المنطقه ويشيدون بها، وبالنسبة لي مبادرة الدكتور هلال الطويرقي لم تكن مفاجأة؛ لأنها امتداد لما يقدمه من فعل الخير والوقوف مع من يحتاج، وهذه رسالة صغيرة وخجولة للرجل الصادق هلال الطويرقي: أحب أن اقدم لك الشكر الجزيل نيابلا عني وعن كامل اسرتي واقاربي، وهم يرفعون ايديهم بالدعاء لك، وأن يكون هذا الموقف في ميزان حسناتك، نعم اخجلتني كرمًا أيها الانسان الكريم والشكر في حقك لا يكفي، وفقك الله في كل مجال وأسأل الله العلي العظيم ان يديم عليك نعمة الصحة والعافية.
* كيف ترى جائزة الطويرقي لأندية المنطقة الشرقية؟
- ما يقوم به الدكتور هلال الطويرقي من وقفات ودعم لأندية المنطقة هو خير مثال للرجل المحب لمنطقته والساعي دومًا للنهوض بها ومد يد العون لها وتكريمها متى ما حققت؛ ليبرهن لنا ان حب المنطقة لدى هذا الرجل ليس له مدى؛ فاليوم دعم الصفا وبالامس اندية كثيرة اخرى، وغدًا أنديا ستنال دعم هذا الرجل، الطويرقي هو نموذج حقيقي لرجل الاعمال المحب للخير؛ فشكرًا دكتور هلال، فأهالي صفوى ومنسوبي نادي الصفا من اداره واعضاء شرف ولاعبين وأجهزة عاملة ومحبين ومشجعين يقدرون هذه اللفتة الكريمة منك، ويسألون الله ان يوفقك اينما كنت، وأناشد رجالات المنطقة ان يحدوا حدوا هلال الطويرقي، ويدعموا أندية المنطقة، فالحمد لله لدينا رجال أعمال كثيرون، وان لم يكونوا رياضيين فالرياضة تحتاج الجميع.
* أمنية يتمناها الجنبي؟
-أتمنى من الله العلي القدير أن يمن عليّ وعلى جميع المسلمين بالصحة والعافية، وبالخصوص من وقف معي قبل وبعد مرضي ومن رفع يده للسماء داعيًا لرضا الجنبي بالشفاء، وأسأل الله ألا يريكم أي مكروه فيمن تحبون.
* كلمة أخيرة
- أقدم خالص شكري للميدان الرياضي (جريدة اليوم) على تغطيتها لأفراح نادي الصفا بمناسبة صعود فريق القدم لدوري ركاء للمحترفين، وعلى اهتمامه بشخص رضا الجنبي، كما لا أنسى أن أقدم شكري للمدرب القدير سمير هلال على ما خطته أنامله في إحدى زوايا الميدان الرياضي، والتي تخص رضا الجنبي، شكرًا لجميع من وقف معي وما زال واقفًا معي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق